فصل: قال بيان الحق الغزنوي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



باردة تُحْرق كما تحرق النار.
وقوله: {فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ}.
العوام على تثقيلها لكسر الحاء، وقد خفف بعض أهل المدينة: {نحْسات}.
قال: وقد سمعت بعض العرب ينشد:
أبلغْ جذاما ولخما أن إخوتهم ** طيا وبهراء قوم نصرهم نِحس

وهذا لمن ثقّل، ومن خفّف بناه على قوله: {فى يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ}.
{وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّواْ الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ}.
وقوله: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ}.
القراءة برفع {ثمود}، قرأ بذلك عاصم، وأهل المدينة والأعمش. إلا أن الأعمش كان يجرى ثمود في كل القرآن إلا قوله: {وآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ}، فإنه كان لا ينون، لأَنّ كتابه بغير ألف. ومن أجراها جعلها اسمًا لرجل أو لجبل، ومن لم يجرها جعلها اسمًا للأُمة التي هي منها قال: وسمعت بعض العرب يقول: تترك بنى أسد وهم فصحاء، فلم يُجْر أسدَ، وما أردت به القبيلة من الأَسماء الى تجرى فلا تحرها، وإجراؤها أجود في العربية مثلَ قولك: جاءتك تميمٌ بأسرها، وقيس بأسرها، فهذا مما يُجْرَى، ولا يُجْرى مثل التفسير في ثمود وأسد.
وكان الحسن يقرأ: {وأمَّا ثَمُودَ فَهَدَيْنَاهُمْ} بنصب، وهو وجه، والرفع أجود منه، لأنّ أمّا تطلب الأسماء، وتمتنع من الأفعال، فهى بمنزلة الصلة للاسم، ولو كانت أمّا حرفا يلى الاسم إذا شئت، والفعل إذا شئت كان الرفع والنصب معتدلين مثل قوله: {والْقَمَرَ قَدَّرْناه مَنازِلَ}، ألا ترى أنّ الواو تكون مع الفعل، ومع الاسم؟ فتقول: عبدُالله ضربته وزيدًا تركته؛ لأنك تقول: وتركتُ زيدا، فتصلح في الفعل الواو كما صلحت في الاسم، ولا تقول: أمّا ضربتَ فعبدالله، كما تقول: أمّا عبد الله فضربت، ومن أجاز النصب وهو يرى هذه العلة فإنه يقول: خِلْقَةُ ما نصب الأسماءَ أن يسبقها لا أن تسبقه. وكل صواب.
وقوله: {فَهَدَيْنَاهُمْ} يقول: دللناهم على مذهب الخير، ومذهب الشر كقوله: {وهَدَيْنَاهُ النَّجدينِ} الخير، والشر.
حدثنا أبو العباس قال، حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال: حدثنى قيس عن زياد بن علاقة عن أبى عمارة عن على بن أبى طالب أنه قال في قوله: {وهَدَيناهُ النَّجْدَيْنِ}: الخير، والشر.
قال أبو زكريا: وكذلك قوله: {إنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإمَّا كَفُورًا}.
والهدى على وجه آخر الذي هو الإرشاد بمنزلة قولك: أسعدناه، من ذلك.
قوله: {أُولَئِكَ الَّّذينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} في كثير من القرآن.
{وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ}.
وقوله: {فَهُمْ يُوزَعُونَ}.
فهى من وزعتُ، ومعنى وزعتُه: حبسته وكففته، وجاء في التفسير: يحبس أولهم على آخرهم حتى يدخلوا النار.
قال: وسمعتُ بعض العرب يقول: لأبعثن عليكم من يزَعُكُم وُيحْكِمُكُم من الحَكمَة التي للدابة. قال: وأنشدنى أبو ثَرْوان العُكلْى:
فإنكما إن تُحكِمَانى وترسلا ** علىّ غُواة الناس إِيبَا وتضلعًا

فهذا من ذلك، إيب: من أبَيْتُ وآبى.
{حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}.
وقوله: {سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم}.
الجلد ها هنا- والله أعلم- الذَّكر، وهو ما كنى عنه كما قال: {وَلَكِنْ لاَ تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا} يريد: النكاح. وكما قال: {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِن الْغَائطِ}، والغائط: الصحراء، والمراد من ذلك: أو قضى أحد منكم حاجةً.
{وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ وَلَاكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ}.
وقوله: {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ} يقول: لم تكونوا تخافونِ أن تشهد عليكم جوارحكم فتستتروا منها، ولم تكونوا لتقدروا على الاستتار، ويكون على التعبير: أي لم تكونوا تستترون منها.
وقوله: {وَلَاكِن ظَنَنتُمْ}.
فى قراءة عبد الله مكان {ولكن ظننتم}، {ولكن زعمتم}، والزعم، والظن في المعنى واحد، وقد يختلفان.
{وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِّنَ الُخَاسِرِينَ}.
وقوله: {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ}.
{ذلكم} في موضع رفع بالظن، وجعلت {أرداكم} في موضع نصب، كأنك قلت: ذلكم ظنكم مُرْدِيًا لكم. وقد يجوز أن تجعل الإرداءَ هو الرافع في قول من قال: هذا عبد الله قائم، يريد: عبد الله هذا قائم، وهو مستكره، ويكون أرداكم مستأنفا لو ظهر اسما لكان رفعا مثل قوله في لقمان: {الم تِلْكَ آياتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ هُدًى ورحمةٌ}، قد قرأها حمزة كذلك، وفى قراءة عبد الله: {أََأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخٌ}، وفى ق: {هَذَا مَا لَدَىَّ عَتيدٌ} كل هذا على الاستئناف؛ ولو نويت الوصل كان نصبا، قال: وأنشدني بعضهم:
مَنْ يك ذا بَتٍّ فهذا بَتِّى ** مُقيِّظٌ مصيِّف مُشَتِّى

جمعته من نعجات ست

{وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُواْ لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُواْ خَاسِرِينَ}.
وقوله: {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُواْ لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ}.
من أمر الآخرة، فقالوا: لا جنة، وَلا نار، ولا بعث، ولا حساب، وما خلفهم من أمر الدنيا فزينوا لهم اللذات، وجمع الأموال، وترك النفقات فيه وجوه البر، فهذا ما خلفهم، وبذلك جاء التفسير، وقد يكون ما بين أيديهم ما هم فيه من أمر الدنيا، وما خلفهم من أمر الآخرة.
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَسْمَعُواْ لِهَاذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْاْ فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ}.
وقوله: {وَالْغَوْاْ فِيهِ}.
قاله كفّار قريش، قال لهم أبو جهل: إذا تلا محمد صلى الله عليه القرآن فالغوا فيه الْغَطوا، لعله يبدّل أو ينسى فتغلبوه.
{ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآياتِنَا يَجْحَدُونَ}.
وقوله: {ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ}، ثم قال: {لَهُمْ فِيهَا دَارُ الخُلْدِ}.
وهى النار بعينها، وذلك صواب لو قلت: لأهل الكوفة منها دار صالحة، والدار هي الكوفة، وحسن حين قلت بالدار والكوفة هي والدار فاختلف لفظاهما، وهى في قراءة عبد الله: {ذلك جزاء أعداءِ الله النار دار الخلد} فهذا بيّن لا شيء فيه، لأن الدار هي النار.
{وَقَال الَّذِينَ كَفَرُواْ رَبَّنَا أرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأَسْفَلِينَ}.
وقوله: {رَبَّنَا أرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ}.
يقال: إن الذي أضلهم من الجن إبليس ومن الإنس قابيل الذي قتل أخاه يقول: هو أول من سنّ الضلالة من الإنس.
{إِنَّ الَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}.
وقوله: {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ}.
عند الممات يبشرونهم بالجنة، وفى قراءتنا {ألاّ تخافوا}، وفى قراءة عبد الله {لا تخافوا} بغير أَنْ على مذهب الحكاية.
{وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}.
وقوله: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ} يريد ما يلقّى دفع السيئة بالحسنة إلاّ مَن هو صابر، أو ذو حظ عظيم، فأنَّثها لتأنيث الكلمة، ولو أراد الكلام فذكر كان صوابا.
{وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.
وقوله: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ} يقول: يصدنّك عن أمرنا إياك يدفع بالحسنة السيئة فاستعذ بالله تعّوذ به.
{وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لاَ تَسْجُدُواْ لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُواْ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}.
وقوله: {لاَ تَسْجُدُواْ لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُواْ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ}.
خلق الشمس والقمر والليل والنهار، وتأنيثهن في قوله: {خلقهن} ب؛ لأن كل ذكر من غير الناس وشبههم فهو في جمعه. مؤنث تقول: مرّ بى أثواب فابتعتهن، وكانت لى مساجد فهدمتهن وبنيتهن يبنى على هذا.
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْىِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
وقوله: {اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ}.
زاد ريْعُها، وربَت، أي: أنها تنتفخ، ثم تصدَّع عن النبات.
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ}.
وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ}.
يقال: أين جواب إنَّ؟ فإن شئت جعلته {أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ}. وإن شئت كان في قوله: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ} {لاَّ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ}، فيكون جوابه معلومًا فيترك، وكأنه أعربُ الوجهين وأشبهه بما جاء في القرآن.
{لاَّ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}.
وقوله: {لاَّ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ}، يقول: التوراة والإنجيل لا تكذبه وهى من بين يديه {ولا من خلفه}، يقول: لا ينزل بعده كتاب يكذبه.
{مَّا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ}.
وقوله: {مَّا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ}.
جزع صلى الله عليه من تكذيبهم إياه، فأنزل الله جل وعز عليه: ما يقال لك من التكذيب إلا كما كذب الرسل من قبلك.
{وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أعْجَمِيًّا لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ءَاعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} قرأ الأعمش وعاصم: {ءَاعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ}.
استفهام، وسكنا العين، وجاء التفسير: أيكون هذا الرسول عربيًا والكتاب أعجمى؟
وقرأ الحسن بغير استفهام: {أعجمى وعربى} كأنه جعله من قيِلهم، يعنى الكفَرة، أي: هلاَّ فصلت آياته منها عربى يعرفه العربى، وعجمى يفهمه العجمى، فأنزل الله عز وجل: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَاءٌ}.
وقرأها بعضهم: {أَعَجَمِىٌّ وعربى} يستفهم وينسبه إلى العجم.
وقوله: {وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى}.
حدثنا الفراء قال: وحدثني غير واحد منهم أبو الأحوص ومندل عن موسى بن أبي عائشة عن سليمان بن قَتّة عن ابن عباس أنه قرأ: {عَمٍ} .
وقوله: {أُوْلَائِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ}.
تقول للرجل الذي لا يفهم قولك: أنت تنادَى من بعيد، تقول للفَهِم: إنك لتأخذ الشيء من قريب. وجاء في التفسير: كأنما ينادون من السماء فلا يسمعون.
{إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَآئِي قَالُواْ آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ}.
وقوله: {وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَةٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا}.
قِشْر الكُفُرّاةِ كِمْ، وقرأها أهل الحجاز: {وما تخرج من ثمراتٍ}.
وقوله: {قَالُواْ آذَنَّاكَ}.
هذا من قول الآلهة التي كانوا يعبدونها في الدنيا. قالوا: أعلمناك ما منا من شهيد بما قالوا.
{لاَّ يَسْأَمُ الإِنْسَانُ مِن دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ}.
وقوله: {لاَّ يَسْأَمُ الإِنْسَانُ مِن دُعَاءِ الْخَيْرِ}.
وفى قراءة عبد الله: {من دعاء بالخير}.
{وَإِذَا أنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ}.
وقوله: {فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ} يقول: ذو دعاء كثير إن وصفته بالطول والعرض فصواب: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}.
وقوله: {أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ} أنه إن شئت جعلتَ أنَّ في موضع خفض على التكرير: أو لم يكف بربك بأنه على كل شيء شهيد، وإِن شئتَ جعلته رفعا على قولك: أو لم يكف بربك شهادته على كل شيء، والرفع أحبّ إلىَّ. اهـ.

.قال بيان الحق الغزنوي:

سورة حم السجدة:
{لا يسمعون} (4) لا يقبلون.
قال المخزومي:
وخل كنت عين النصح منه ** ومستمعًا لما يهوى سميعا

أطاف بغية فنهيت عنها ** وقلت له أرى أمرًا شنيعًا

فجمع بين المستمع والسميع، فكان أحدهما غير صاحبه.
{خلق الأرض في يومين} (9) ثم قال: {في أربعة} أي: الإكمال والإتمام في أربعة.
{ممنون} (8) منقوص.
{أقواتها} (10) نباتها وأشجارها حتى أنهارها وثمارها. وقيل: جعل في كل أرض ما ليس في الأخرى.
{قالتا أتينا طائعين} (11) أي: لم يمتنع عليه كونهما، وكانتا كما أراد.